خواطر ايمانية

حلب .. ما الحل ؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

حلب … الغوطة … مضايا …حماه  و غيرهم من المدن السورية والإسلامية

في كل شهر أو شهرين نصدم بكارثة جديدة في سوريا خاصة و في العالم الإسلامي عامة …

وككل مرة بعد يوم أو يومين نشتعل غضباً لما يحدث لهم ثم نبدأ جميعاً تدريجياً  بالنسيان والإنشغال في حياتنا اليومية حتى نصحو على كارثة أخرى جديدة وهلم جره

 بعيداً عن اللوم والتنظير بشكل عام أرى أن أي حل قصير المدي أو لحظي (وحده) هو مدخل من مداخل الشيطان لكي يزين للنفس أن تهدأ وتطمئن و ليبدأ الإنسان بالشعور بالراحة النفسية و أنه أدى ما عليه تجاه هذه القضية.

أمثلة هذه الحلول قصيرة المدى أو اللحظية قد تكون تغيير صورة على فيسبوك أو مشاركة فيديو  أو ألبوم صور أو كتابة status مؤثرة على صفحتك أو حتى محاولة تجميع بعد الأموال للمصابين.

بلاشك الحلول اللحظية وقصيرة المدى هي طرق يستأنس بها ولكنها تكون قمة الضرر عندما يكتفى بها وحدها أو يظن أن المخرج من المشكلة سيأتي منها.

فما هو الحل ؟ من وجهة نظري أن الحل يبدأ من فهم الإنسان أصل المشكلة و أصل من بيده حل المشكلة …

وإذا عرفنا أن أصل المشكلة بشكل عام هو ضعف المسلمين و هوانهم على العالم أجمع لبعدهم عن دينهم وآمننا أن الحل كله بيد الله وحده فهنا تبرز عدة اسئلة

لماذا لا ندعو الله فينصرنا ؟  والإجابة هو ببساطة أننا لن نخدع الله عز وجل …

لن يستجاب لك وأنت تدعو بقلب لاه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه

لن يستجاب لك مع اصرارك على المعاصي كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين”، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون}، وقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً}، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب: ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “فأنى يستجاب له؟”

فإذا كنت فعلياً تبحث عن الحل في مشكلة حلب وتريد حقيقة نصرة اخوانك المستضعفين فهو بالرجوع إلى الله عز وجل والتوبة عن الذنوب بشكل فردي أولاً ثم دعوة الناس إلى ذلك ثانياً

لو كنت من المقصرين في الصلاة على وقتها فتب و حافظ على صلاتك  فما معناها أن تكتب على صفحتك  “اللهم انصر اخواننا في حلب” وأنت لا تصلي الفجر ؟ ولا حتى تبذل جهدك لتستيقظ فتصليها ؟

لا معنى لكتابتك “اللهم عليك بالظالمين” وأنت لا تنوي توبة من اطلاقك بصرك في الحرام  و تبارز الله به.

 لو كنت غير محجبة  فما معناها تغيير صورة ال profile  ليومين أو ثلاثة بصورة حمراء مكتوب عليها ” حلب تحترق” في حين أنك تخرجي يومياً تاركةً فرضاً عليك تبارزين الله به  ؟

والأمثلة لا تعد ولا تحصى في هذا الباب

فبدون العودة إلى منهج الله عز وجل و وضع حلول طويلة المدى الآن وليس غداً  لإصلاح نفسك مع الله ومن حولك فصدقني ستنسى في أيام موضوع حلب و غيرها و في غضون اسابيع قليلة ستحدث مذابح و محارق هنا وهناك و سيظل رد فعلك تغيير صورة أو كتابة بضعة كلمات على مواقع التواصل الإجتماعي.

اللهم ردنا إلى دينك مرداً جميلاً  واستخدمنا ولا تستبدلنا

أضف تعليق