من كام يوم أرسل لي أحد أصدقائي ايميل بعنوان “ما شاء الله” و فيه لينك لفيديو علي يو تيوب لأحد الأشخاص ويدعي منصور خليل أحمد
الفيديو كان ببساطة سبع دقائق تمثل كلمة لأحد الطلاب الخريجين لزملائه في حفلة تخرجه … أول لما الفيديو اتبعتلي افتكرته كان كاتب لي في الرسالة ما شاء الله علي أساس ان الراجل اللي بيتكلم هو مسلم مثلا و متفوق في بلد أجنبي و قال كلام كويس بس بصراحة من أول ما بدأ في كلمته لزملاءه الخريجين و الدكاترة و أنا استغربت و كل لما الفيديو يمشي و نقترب من آخره بيزيد استغرابي أكثر و انبهاري بالمتكلم لحد لما الفيديو خلص و ساعتها فهمت ليه صديقي كتب لي ” ما شاء الله ” في عنوان الايميل
الموضوع ببساطة هو انني حضرت أكثر من حفلة تخرج و شاهدت مقاطع من حفلات تخرج ناس كتيرة جوة و برة مصر لكن عمري ما شفت في ولا واحدة فيهم أي مسلم من اللي طلعوا اتكلموا فاهم دينه و معتز به وواثق فيه بالشكل اللي يخليه يكرس الكلمة بتاعته (اللي حيقولها قدام الجامعة كاملة بما فيها زملائه و أساتذته و ربما اولياء الأمور) انها تكون كلمة دعوية يستخرج مجملها من القرآن و من السنة بل و يقرأ القرآن بالتجويد و يشرحه للناس
فكرت كتير قوي لو انا كنت مكان الشاب ده و طلعت اقول كلمة و انا مترشح من دفعتي علشان أمثلها وكمان دفعتي كلها أجانب أصلا غير مسلمين يا تري كان حيجي في بالي انني أجيب سيرة الدين في الكلمة ؟ يا تري كنت حستشهد بكلام الله عز و جل أو بمواقف من السنة ؟ يا تري كنت حقدر أقول آية قرآن واحدة ؟ ولا طبعا كنت حأجري علي الانترنت علشان أدور علي كلام من بتاع الأدباء أو العلماء أو مديرين الشركات الكبيرة أو .. أو علشان أقتبس منه و أحاول أبهر الناس به في الكلمة اللي بقولها
اللي بهرني في الفيديو مش الكلام نفسه اللي بهرني هو
أولا ان الشاب نفسه فكر أصلا انه يقول كلمة دعوية و سط الناس دي .. كثير مننا مش بس ما بيعملش لأ ده الموضوع ما بيجيش في دماغه أصلا ولا بيفكر فيه
ثانيا انه بعد ما فكر كسر كل حواجز التثبيط و العجز اللي كثير مننا بيقعوا فيها … كثير مننا لو جت في دماغه حاجة زي كده ، الشيطان حيطلعله مليون سبب انه ميعملهاش و يخوفه منها زي ان الناس ممكن متتقبلش أو زي انهم ممكن يعترضوا عليه أو زي انه ممكن الناس تتضايق منه أو زي ان الوقت مش مناسب أو ان الناس دي كثير منها ممكن يكون ميعرفش الاسلام أصلا أو… أو … أعذار و حجج واهية كثيرة جدا
ثالثا انه قال الكلام ده في مجتمع غير مسلم و مش بس كده لأ ده معظم الحضور شباب و مش بس كده لأ ده كمان في حفلة تخرجهم يعني في أكثر وقت الناس دي محتاجة حاجة تكون هي بتحب تسمعها وهو سبحان الله رغم كل ده اختار كلام ربنا علشان ينتهزوجود الجمع الكبير ده في الدعوة
رابعا اني اتكسفت من نفسي و أنا بسمعه بيقرأ سورة العصر بالعافية و بيجاهد علشان تطلع بالتجويد و احنا اللي معانا اللسان العربي لا نقدر نعمة الله علينا بل و قلما نستخدمها أصلا
الحقيقة ان الشاب ده نموذج من الرجال حقا الذين يحملون هم الدين و يسارعون في أي موقف يستطيعون فيه دعوة من حولهم و هم فعلا الذين يقدرون أن القرآن هو حقا للعالمين و يثقون تمام الثقة أنه لا شئ يعلو في معانيه أو جماله علي القرآن من كلام أدباء أو حكماء أو علماء علي مر العصور. دي بعض الآيات التي تذكرتهاو اللي ربنا تحدث فيها عن القرآن وربنا يجعلنا من أهل القرأن الذين يقرأونه يعملون به و يدعون الناس له و عن طريقه
“لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ”
“وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”
“وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”
آخر نصيحة رمضان باقي عليه أسبوع يا ريت نحسن استغلاله في القرآن و الدعوة علشان ربنا يستخدمنا فعلا ولا يستبدلنا بأمثال هؤلاء الرجال حقا
ده اللينك بتاع الفيديو للي عايز يتفرج عليه
http://www.youtube.com/watch?v=UoiOvyF8mEo