خواطر ايمانية

النصيحة و الكبر

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله

شبكات التواصل الاجتماعي خلت ناس كثير تعبر عن رأيها وتتكلم بعد ما كان غيرهم ما يعرفوش آراءهم و أفكارهم.  وجزء كبير دلوقتي من كلام الناس و تعبيرها عن رأيها بيكون في الجانب الديني وده بطرق كثيرة زي نشر آيات و أحاديث و أقوال علماء و نصائح و تأملات و و و…الخ . المشكلة دلوقتي إن فيه موضة من فترة منتشرة بين الناس و خاصة الشباب و هي مش بس عدم قبول النصيحة لأ ده عدم قبول مبدأ انك تنصح أو تحذر من حاجة علشان متبقاش متكبر أو بتحتقر الناس.

أصبحت هناك ظاهرة أو طبيعة ردود منتشرة ردا علي أي نوع من أمر بمعروف أو انكار منكر فأصبح الموضوع دائما عندما تنتقد فعل واحد/واحدة  يجيلك ردود زي “ما تخليك في نفسك” ، “صلح نفسك الأول و بعدين بص علي الناس” ، “ده فاكر نفسه ملتزم و بقية الناس اقل منه”، “مين قال لك ما يمكن يكون/تكون عند ربنا أحسن منك” “هو كل واحد عرف كلمتين في الدين حيحتقر الناس”  و و و..الخ من هذه التعليقات .

و المشكلة الاكبر اللي بدأ بعض الدعاة (سامحهم الله) يحاولوا تأصيلها سواء قصدوا ام لم يقصدوا هو أنه اللي بيرد بتعليق زي ده مش بيرد علشان بيرخم لأ ده ممكن يكون فاكر إن الكلام ده من الدين أو إن الصح فعلا في الدين مثلا  إن كل واحد يخليه في نفسه و مينصحش أو انه مينكرش المنكر أو ما يأمرش بمعروف لأنه عنده ذنوب أو مشاكل .

و الحقيقة إن مفيش أصل للكلام ده في ديننا ، ممكن تبقي مذنب و ذنوبك كثير (وكلنا كده) و رغم كده بتنصح الناس و تنهاهم عن المنكر و تأمرهم بالمعروف . ربنا سبحانه و تعالي قال “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله” فربنا يقينا يعلم اننا امة تذنب و رغم كدة جعل لنا الخيرية بين الأمم لأمرنا بالمعروف و نهينا عن المنكر فقصة “صلح نفسك الأول و بعدين بص علي الناس” قد يكون جزء من معناها صحيح وهو إن الواحد يركز مع نفسه أكثر من الناس لأنه يحاسب علي أفعاله لكن جزء من أفعالك دي هو الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ودليله في سورة العصر اللي ربنا حذر فيها من خسران الناس كلها ما عدا من يتوفر فيه أربعة شروط “إلا الذين آمنوا و عملو الصالحات وتواصوا بالحق و تواصوا بالصبر”  فشروط النجاة مش بس الايمان و العمل الصالح لأ دي تشمل كمان التواصي بالحق و الصبر مع الناس

فالفكرة كلها إن كلمة “مين قال لك ما يمكن يكون/تكون عند ربنا أحسن منك” ما لهاش معني في ديننا، أيوة ممكن واحد عند ربنا أحسن من التاني لكن التاني بينصحه و فكرة “هو كل واحد اتعلم كلمتين في الدين حيحتقر الناس” دي برده مش في ديننا لأن مش معني اني أقول ان فلان حرام انه يعمل كذا او فلانة حجابها مش شرعي أو ان الاختلاط بدون مراعاة الضوابط حرام اني فاكر نفسي أحسن من فلان أو فلانة  او انني بتكبر عليهم او بحتقرهم لأ ده من باب انكار المنكر و الأمر بالمعروف

فنصيحة لي أولا وللناس ثانيا  لما تسمع من حد نصيحة أو نهي عن حاجة حرام أو أمر بحاجة حلال ما لكش دعوة هو أحسن ولا أوحش منك و متقعدش تحلل بقي هو كان قصده يتكبر علي ولا لأ و متقعدش تفترض انه بيحتقرك. حاول تركز في النصيحة نفسها و مضمونها لو هي فعلا من الدين فخذها منه/ منها  تنفيذا لكلام النبي صلي الله عليه و سلم “الدين النصيحة”.  أنا أعلم إن بعض الناس أسلوبها ممكن ميكونش أحسن حاجة لكن ده مش معناه ان النصيحة نفسها خطأ.

أسأل الله أن يجعل لنا في حياتنا من ينصحنا و ينهانا عن النكر و يأمرنا بالمعروف حتي نلقاه وهو راض عنا

أضف تعليق